
في أربعينيات القرن الماضي، وضع عالم النفس الأمريكي ويليام شيلدون نظرية Somatotypes لتصنيف الأجسام البشرية إلى ثلاثة أنماط أساسية: الإكتومورف، الميزومورف، والإندومورف. كان الهدف الأول لهذه النظرية مرتبطًا بعلم النفس ودراسة السلوك، لكن سرعان ما وجدت طريقها إلى علوم التغذية والرياضة، حيث أصبحت أداة عملية تساعد على فهم الفروق الفردية بين الأشخاص وكيفية استجابتهم للتدريب والنظام الغذائي. مع مرور الوقت، ورغم وجود بعض الانتقادات، استُخدمت هذه النظرية كأساس لفهم التنوع البدني ووضع استراتيجيات أكثر دقة في برامج الصحة واللياقة.
الأنواع الثلاثة للجسم
1. الإكتومورف (Ectomorph)
- الخصائص البدنية : الإكتومورف يتميز بجسم نحيف، هيكل عظمي دقيق، وأكتاف ضيقة نسبيًا. أطرافه عادة طويلة، ومعدل حرق السعرات لديه مرتفع جدًا. لهذا السبب، حتى مع تناول كميات كبيرة من الطعام، يبقى وزنه ثابتًا أو يزداد ببطء شديد.
- المميزات : الميزة الأبرز للإكتومورف هي قدرته الطبيعية على مقاومة السمنة، فزيادة الدهون عنده نادرة مقارنة بالأنواع الأخرى. كما أن سرعة الأيض تمنحه خفة في الحركة وسهولة في أداء الأنشطة اليومية.
- التحديات : لكن في المقابل، يواجه هذا النوع صعوبة كبيرة في اكتساب الوزن أو زيادة الكتلة العضلية. يحتاج إلى تناول وجبات متكررة وغنية بالسعرات والبروتين. ومع ذلك، لا يحصل على نفس النتائج بسرعة، مما قد يسبب له الإحباط.
- السلبيات : من أبرز السلبيات المظهر "الهزيل" إذا لم يهتم بالتغذية والتمارين. فغياب الكتلة العضلية يجعل الجسم يبدو ضعيفًا، وهو ما قد يؤثر على الثقة بالنفس.
- النوم والراحة : النوم بالنسبة للإكتومورف ليس مجرد راحة، بل وسيلة لتعويض صعوبة بناء العضلات. يحتاج عادة إلى فترات أطول من النوم العميق، لأن التعافي هو المفتاح الأساسي لنمو عضلاته.
2. الميزومورف (Mesomorph)
- الخصائص البدنية : الميزومورف يمتلك بنية عضلية متوسطة إلى قوية، أكتاف عريضة وخصر ضيق، ما يمنحه شكلًا رياضيًا متوازنًا حتى دون مجهود كبير. استجابته للتدريب أسرع من غيره، وهذا يجعله محط envy في النوادي الرياضية.
- المميزات : الميزة الأساسية لهذا النوع هي قدرته على اكتساب العضلات وحرق الدهون بسهولة نسبية. كما أنه يتمتع بمرونة عالية، فيستطيع التكيف مع أنظمة غذائية وتدريبية مختلفة، سواء كان الهدف تضخيم العضلات أو فقدان الوزن.
- التحديات : رغم ذلك، يبقى عرضة لاكتساب الدهون إذا تناول سعرات أكثر من حاجته، خصوصًا مع قلة النشاط. ولأن جسمه سريع التكيف، يحتاج إلى تنويع التمارين بين القوة والكارديو حتى يتجنب ثبات النتائج.
- السلبيات : الثقة الزائدة أحيانًا تصبح نقطة ضعف؛ فكثير من أصحاب هذا النوع يظنون أنهم لا يحتاجون إلى الالتزام الصارم بالنظام الغذائي. مع مرور الوقت، قد يفقدون توازنهم البدني ويكتسبون وزنًا زائدًا بسهولة.
- النوم والراحة : الميزومورف يحتاج إلى توازن بين النشاط والراحة. فالتدريب المكثف دون نوم كافٍ يقلل من استجابته، بينما الراحة المبالغ فيها قد تؤدي إلى تراكم الدهون. الاعتدال هنا هو الحل.
3. الإندومورف (Endomorph)
- الخصائص البدنية : الإندومورف يتميز بجسم ممتلئ وعضام عريضة، ما يجعله أكثر قابلية لتخزين الدهون مقارنة بالأنواع الأخرى. عادة ما يظهر بخصر عريض وجسم دائري أو ممتلئ حتى مع تناول كميات عادية من الطعام.
- المميزات : الميزة الكبرى لهذا النوع هي القوة الطبيعية. يتمكن بسهولة من رفع أوزان ثقيلة، ولديه قدرة عالية على أداء التمارين التي تتطلب طاقة كبيرة. كثير من الرياضيين في رياضات القوة أو المصارعة ينتمون إلى هذا النوع.
- التحديات : التحدي الأكبر هو بطء معدل الأيض، ما يجعل التخلص من الدهون مهمة صعبة. يحتاج إلى مراقبة دقيقة لنظامه الغذائي، مع اعتماد الكارديو وتمارين القوة لتحفيز الحرق.
- السلبيات : أكثر ما يواجهه الإندومورف هو سرعة اكتساب الوزن. خطأ بسيط في النظام الغذائي قد يؤدي إلى زيادة سريعة في الدهون، وهذا قد يؤثر على صحته وعلى مظهره الخارجي.
- النوم والراحة : النوم ضروري له بشكل خاص، لأن اضطراب النوم يزيد من مشاكل الهرمونات المرتبطة بالشهية وتخزين الدهون. تنظيم ساعات النوم يعزز التوازن الهرموني ويساعده على التحكم بوزنه.

النظام الغذائي المناسب لكل نوع
1. الإكتومورف (Ectomorph)
- السعرات الحرارية : يحتاج إلى كمية مرتفعة من السعرات (أعلى من احتياجاته الطبيعية) لتعويض سرعة الأيض.
يمكن أن يبدأ من 2500 – 3000 سعرة يوميًا أو أكثر حسب النشاط.
- البروتين : مهم جدًا لبناء العضلات، الكمية المناسبة حوالي 1.6 – 2 غرام بروتين لكل كيلوغرام من الوزن.
- مصادر يومية : البيض في الإفطار، صدور دجاج أو سمك في الغداء، وجبات خفيفة غنية بالبروتين مثل الزبادي اليوناني أو حفنة مكسرات.
- الكربوهيدرات : يشكل الجزء الأكبر من غذائه (50–60%).
الأفضل التركيز على الكربوهيدرات المعقدة (شوفان – أرز – بطاطا – خبز كامل الحبوب)
لزيادة الطاقة تدريجيًا.
لا مشكلة في إدخال بعض الكربوهيدرات البسيطة (فاكهة – عسل) خاصة بعد التمرين.
- الدهون : يحتاج إليها كمصدر سعرات إضافي (زيت زيتون، أفوكادو، مكسرات).
تشكل حوالي 20–25% من نظامه الغذائي.
- عدد الوجبات وأوقاتها : الأفضل تناول 5–6 وجبات صغيرة ومتوسطة موزعة على مدار اليوم.
وجبة ما بعد التمرين غنية بالكربوهيدرات والبروتين ضرورية لتعويض الطاقة.
- نصيحة عملية : احرص على حمل وجبات خفيفة عالية السعرات (مثل خليط مكسرات وفواكه مجففة) لتجنب فقدان الوزن في الأيام المزدحمة.
2. الميزومورف (Mesomorph)
- السعرات الحرارية : لا يحتاج إلى فائض كبير ولا عجز شديد. الحفاظ على التوازن هو المفتاح.
- المتوسط : 2000 – 2500 سعرة يوميًا (يزيد أو ينقص حسب الهدف: تضخيم أو تنشيف).
- البروتين : 1.6 – 2 غرام لكل كغ وزن للحفاظ على الكتلة العضلية.
توزيع البروتين بشكل متساوٍ على الوجبات أفضل لامتصاصه.
- الكربوهيدرات : يحتاج إلى كمية معتدلة (40–50% من السعرات).
التركيز على الكربوهيدرات المعقدة (شوفان، كينوا، بطاطا) مع إدخال البسيطة بعد
التمرين فقط.
في أيام الراحة يفضل تقليل الكربوهيدرات قليلًا.
- الدهون : حوالي 25–30% من النظام الغذائي من الدهون الصحية (بذور، مكسرات، زيت الزيتون).
- عدد الوجبات وأوقاتها : 4–5 وجبات يوميًا تكفي.
يمكنه تعديل الكميات بسهولة حسب النشاط، مع مراعاة عدم الإفراط في الوجبات الليلية
الغنية بالكربوهيدرات.
- نصيحة عملية : خطط للأيام: زد الكربوهيدرات في يوم تمرين الأرجل أو التمارين الشاقة، وخفّضها قليلًا في أيام الراحة. هذا يحافظ على توازن وزنك.
3. الإندومورف (Endomorph)
- السعرات الحرارية : يحتاج إلى سعرات أقل من المتوسط لتفادي تخزين الدهون.
غالبًا 1700 – 2200 سعرة يوميًا تكفي (حسب النشاط والوزن).
- البروتين : عنصر أساسي، حوالي 2 غرام لكل كيلوغرام من الوزن.
يساعده على الشبع لفترات أطول، ويمنع فقدان العضلات أثناء خفض الدهون.
- الكربوهيدرات : يجب أن تكون محدودة (20–30% من السعرات).
الأفضل أن يحصل عليها من الخضروات، الشوفان، والبقوليات.
تناول الكربوهيدرات في الصباح أو بعد التمرين فقط لتقليل تخزين الدهون.
- الدهون : يعتمد عليها كمصدر رئيسي للطاقة بجانب البروتين.
- أمثلة : زيت الزيتون، المكسرات، السمك الدهني (سلمون وسردين).
- عدد الوجبات وأوقاتها : 4 وجبات متوسطة تكفي، مع الحرص على تنظيم التوقيت.
تجنب الوجبات الليلية الثقيلة والسكريات السريعة.
- نصيحة عملية : المشي بعد الوجبات (10–15 دقيقة) يساعد على تحسين الأيض وتقليل تخزين الدهون.